ذكرياتُ شارعٍ ممطرْ ...

...

زمنٌ لعشقٍ آخرٍ
صمتُ المسافاتِ القصيةِ
يعتلي شكل الفراغْ
دوامة الأشياءِ من حولي
وزوبعةُ التناثرِ
في امتدادِ الشارع المثقوبِ بالحمّى
كالقلبِ ينبضُ كالرغيفْ
...
وجعي عليَّ مسافرٌ
يستوطنُ الأحلامَ حيناً
والقبيلة
يستجوبُ الحبَّ الموازي
للقتيلة
أواااهُ من هذا النزيفْ
...
أحتاجني جسداً
يلملمني حقائب للسفرْ
أتفرسُ الصحراءَ
والكتبَ الأنيقةَ
أحتسي وطناً
ونبتةَ كستناءٍ
أنتقي شكل الصورْ
أحتاجني فناً جديداً
لا يضيف الى الفضاءِ
سوى الرصيفْ
...
صلواتهُ
تلك السهول المطمئنةُ
في القمرْ
لا يملك الشيطانُ
فيهِ بحيرةً
وأكونُ ما شاءَ الوريدُ
الى الوريدْ
متلبساً
بالحبِّ
والديكورِ
والوحيِّ الجديدْ
وأكونُ أثرى من فقيرٍ
زاره الأملُ المغلَّفُ
في صناديق البريدْ
وأكونُ أفقرَ من ثريٍّ
لا يرى في الحبِّ حباً
دونَ زيفْ
أواااه من هذا النزيفْ
...
كل التصاوير المضيئةِ
ختم ذاكرتي
وشمعٌ أحمرٌ
يحتاطني
رغم البراءةِ
موقعاً لجريمةٍ
في لحظةٍ هربتْ
تزاحمُ للبقاءْ
طوبى لها
والموت لي
طوبى لصوتكِ
يا مزيج القادمينَ
الى الوراءْ
خلي سبيل حبيبتي
علَّي بها
أجدُ المضامد والدواءْ
أنتقي حُلماً
من الوادي المقدسِ
حين ألقاها
وأدفع قُبْلةً
في اللحظة الأولى لها
تبتاعني شرفاً
وقنبلةً
وذرة كبرياءْ
أستحضرُ الأمواتَ
والوطن الممزقَ
والجياعْ
أتنفس الأيامَ
والأحلامَ
والذكرى
يخانقني المضيفْ
أواااه من هذا النزيفْ
...
أواااه قد سقط النصيفْ
وأنا أردتُ سقوطهُ
كلُّ الشوارعِ شاهدةْ
كلُّ الترانيم العتيقةِ
والقساوسةُ الضلاليونَ
والأذقانُ
حين تطولُ
آآآآآآآآهٍ
كم يضيقُ الوجهُ
هاتيك الملامحُ
سائدةْ
وأعودُ أسكنني
تخاطبني الحبيبةُ
من علوٍ ليس يعنيها :
تعـــــــــالْ
أستأذنُ الجسدَ المعبأ بالحقيقةِ
أن يعرني ضَحْكَةً
فيكونُ في سفر الحقيقةِ
كالمحالْ
ويكونُ في سفر الخديعةِ
كالجمالْ
فتزيدُ في عليائها
جهلاً
وأزيدُ في عليائها
ألقاً حلالْ
...
القلبُ ينبضُ كالرغيفْ
أواااهُ من هذا النزيفْ
..
.